الأميـــــــره لورا (الجزء الثالث)

أخذت تدفق المياه بجرفها فلاحظ شاب كان موجودا هناك لغرض الصيد هذه الفتاه وهي تسقط من الأعلى فأسرع لإنقاذها.
أخرجها بصعوبة لان سرعه المياه كانت قويه وجرها نحو الفرس الذي كان يمتطيه فحملها على ظهر الفرس وذهب بها إلى منزله الصغير المتواضع ونادى على شخص عجوز يدعى جاك .
أسرع جاك بالمجيء إليه حينما سمع صوته وقال له:ـ نهم سيدي مارك هل من خدمه .
قال مارك:ـ لقد وجدت هذه الفتاه وهي بهذه الحالة تجرفها المياه لقد سمعت دقات قلبها فانه ينبض يعني أنها ما زالت حيه أسرع بعلاجها.
ذهب جاك واحضر صندوق يحتوي على الكثير من المواد الطبية واخذ يتفحص جسم الفتاه فلاحظ إن هناك الكثير من الجروح والرضوض بمختلف إنحاء جسمها كما أنها تتنفس بصعوبة .
قام بوضع الإعشاب التي هي في ذلك الوقت كانت الدواء الذين يستخدمونه في آنذاك الوقت وضعها على الجروح والرضوض وقام بتضميدها كما سقاها دواء عشبي لغرض مساعدتها على التنفس .
مرت الأيام وتحسنت جروح لورا إلا أنها لم تستفيق من الغيبوبة فما زالت غائبة عن الوعي واخذ جاك يسقيها من الدواء يوما بعد يوم .
منذ غياب لورا وأهلها الملك ريتشارد والملكة لويزا كانوا يبحثون عنها فلم يعرفوا أين ذهبت وكانوا قلقين عليها خصوصا بعد إن اعترف فرانكو بأنه لم يكن جاسوسا وفسر هروبه مع الخادمة اندريانا بأنه كان على علاقة مع الاميره لورا بترتيب منه ومساعده الخادمة اندريانا .
غضب الملك غضبا شديدا واعتبره هو المسؤل عن فقدان ابنته وان أي شيء يحصل لها يكون هو المسؤل عنه ؛ فزجه بالسجن والخادمة أيضا وصادر كل ما يملك وأمر الحرس بان يبحثوا عن الاميره لورا .
كانت والدتها حزينة على غيابها فلم تعرف ماذا تفعل وكانت تدعو الله إن ترجع ابنتها سالمه.
مرت الأيام وأفاقت لورا من غيبوبتها وكانت تهذي بصوت منخفض :ـ أمي ........ أبي .
سمع مارك صوتها وركض نحوها وقال لها:ـ آنستي هل تسمعينني ؟ هل أنتي بصحة جيده ؟
فتحت لورا عينها رأت مارك وقالت بخوف وبصوت منخفض فلم تكن تقوى على الحراك :ـ من أنت ؟ !! وأين إنا ؟ !.................. وماذا تريد مني .
حاول مارك تهدئتها فقال لها :ـ لا تقلقي اهدئي ............. أنتي بخير ........ لقد شاهدتك تسقطين من اعلي الشلال وانتقدتك وأنتي ألان تشافين وتتحسنينين بفضل الدواء الذي أعطيناه لكي .
فقالت لورا :ـ منذ متى وانأ هنا ؟
قال مارك:ـ منذ بضعه أيام ونحن نحاول إن نشفيكي فضمدنا جرو حكي وأنتي بقدره الله ستشفين .
فقالت لورا بقلق وهي تحاول إن تنهض :ـ يا اللهي إن أهلي ألان قلقين علي ويجب إن اذهب .
لم تستطع لورا النهوض بسبب الجروح فتألمت .
قال مارك:ـ لا تقلقي سنوصلكي إلى اهلكي حينما تشفين تماما ويكون بمقدوركي الحركة والسير ......... اعدكي بذلك ؛ وألان أعطني عنوان اهلكي لكي ابعث لهم برسالة لتطمئنهم .
خافت لورا من الكشف عن هويتها الحقيقية فلم تكن ترغب بان يعرف مارك من هي ومن هو والدها (بسبب استغلال فرانكو لها عندما عرف أنها أميره وبنت الملك هذا من جانب ومن جانب أخر خوفا من مارك لأنه مجهول بالنسبة لها فلا تعرف هل هو عدو أم صديق خصوصا وإنها خارج بلدتها ألان )
فقالت له:ـ بصراحة إن أهلي ليس لديهم عنوان محدد وكلما أريده إن اشفي وسأذهب إنا إليهم.
قال مارك:ـ حسنا كما تشائين يا .......... ما أسمكي يا فتاه ؟
أجابت لورا بحذر محاوله عدم الكشف عن هويتها:ـ اسمي ماريا ...... نعم ماريا .... وما اسمك أنت؟
أجاب مارك:ـ ادعى مارك .
جلب مارك لمريضته بعض من الطعام لكي تأكل وتقوى على المرض تركها نائمة وذهب خارج المنزل ليصطاد ثم رجع إلى المنزل حاملا بيده ما اصطاده من الحيوانات فوجد لورا مستيظه .
فقال لها:ـ كيف حالكي يا ماريا ائمل إن تكوني بخير .
قالت لورا :ـ الحمد لله اشعر باني أتحسن من فضلك هل تستطيع إن تساعدني لكي اجلس لقد مللت من أللاستلقاء .
هم مارك بمساعدتها فجلست لورا وقالت له:ـ شوكرا يا مارك هذا لطف منك ؛ ولكن أين عائلتك هل أنت وحيد؟
جلس مارك مقابلها وقال:ـ إنا من بلده بعيده وأتي إلى هنا من وقت لأخر لغرض الصيد وهذا منزلي اسكنه حينما أتي ولكن أنتي من أي بلده ؟
خشيت لورا إن تخبره عن اسم بلدتها وقالت محاوله إيجاد أي اسم لبلده:ـ إنا من البلدة التي يحكمها الملك فليب .
استغرب مارك وقال لها :ـ ولكني لم اسمع بهذه البلدة من قبل !!
استلقد تم حظرك للسبب التاليت لورا :ـ نعم فإنها بعيده جدا عن هذا المكان .
نظر مارك إلى وجه لورا وقال :ـ ماريا أنتي فتاه في مقتبل العمر وتملكين قدر عالي من الجمال ؛ما الذي جعلكي ترمين نفسكي من الأعلى ............ لقد شاهدتكي وأنتي تنزلين من الفرس وترمين بنفسكي من الأعلى ؟ !
سكتت لورا فلم تعرف ماذا تقول ثم قطع مارك حبل الصمت وقال :ـ يبدو من سكوتكي مروركي بحب أنتها نهاية تعيسة ؟؟
أجابت لورا بمرارة:ـ نعم ..........انه إنسان لا يستحق قلبي لعد جعلني يائسة صدمني لذلك قررت من هذه اللحظة إن لا أثق بأي إنسان وان لا امنح قلبي لأي شخص في العالم مهما كان .
قال مارك :ـ مهما تكن ما تسبب لكي من الم إلا انه لا يستحق بان تؤذي نفسكي وتنتحري فالحياة فيها الخير والشر وسيأتي يوم من الأيام تلتقين بشخص يكون مناسب لكي ويعوضكي عن كلما سب لكي من جراح .
قالت لورا بحزن:ـ لا اعتقد ذلك فليس لدي استعداد لخوض تجارب مره أخرى .
قال مارك :ـ ماذا فعل لكي مما تسبب هذا الحزن بداخلكي ؟
رجاء.ورا :ـ أرجوك لا أحب إن أتكلم بهذا الموضوع أريد إن انسي .......رجاء .
مرت الأيام وأخذت لورا بالتعافي شيئا........ فشيئا وباختلاطها مع مارك وجدت فيه الشهامة والرجولة وكأنه أمير من أمراء المملكات.
لقد كان ل.. كلمة ممنوعة .... كلمة ممنوعة .... كلمة ممنوعة .. معها فمره يعلمها الصيد ومره يعلمها الشواء ....... وأشياء كثيرة لم تكن تعرفها من قبل لقد عاشت معه الحياة البدائية من حيث طريقه المأوى والغذاء ويعلمها اشيائا جميله لم تكن في الحسبان لقد كان شفافا معها وتلقائي لم يكن يتكلم معها بكلفه أو مجامله كان عفويا بكل شيء حسسها بأنها فعلا إنسانه طبيعيه .
مرت الأيام وتعافت لورا وأصبحت حالتها الصحية جيده وتستطيع الذهاب أينما شاءت فأخبرت مارك بأنها تريد الذهاب إلى أهلها لتطمئنهم فاخبرها مارك بأنه يستطيع إيصالها إلى أي مكان تريده ؛ لكنها رفضت وطلبت منه إن تذهب لوحدها وشكرته على شهامته وكرمه وعما قام به من اجلها .
فاخبرها مارك بأنه لازال محتفظ بفرسها الذي تركته بجانب الشلال لحظة الانتحار وتستطيع الذهاب به إلى أهلها .
شكرت لورا مارك مره أخرى لم تصدق ما يبدر منه من مواقف طيبه وطلبت منه إن تلتقي به مره أخرى .
فقال لها :ـ متى ما شئتي ستجديني في هذا المكان ؛ ولكن ليس في كل الأوقات ؛ لأنه يأتي إلى هنا وقت الصيد فقط .
فكلما اشتاق إلى الصيد يأتي إلى هنا ليصطاد.
أخذت لورا فرسها وانطلقت بها إلى حيث مملكتها واستقبلها أهلها كانوا مشغولين عليها توقعوا إن جرى لها مكروه .
بقيت لورا في أحضان أهلها في القصر الذي عاشت به طوال حياتها
لكنها لم تنسى الأيام التي قضتها برفقه مارك من تجارب التي عاشتها معه.

نهاية الجـــــزء الثـــــالث

» الأميـــــــره لورا (الجزء الرابع)
» الاميــــره لورا (الجزء الخامس)
» الاميــــره لورا (الجزء الثاني)
» الاميــــره لورا (الجزء السادس والاخير
» صور باب الحارة الجزء الثالث