الأميـــــــره لورا (الجزء الرابع)

كانت لورا جالسة بغرفتها ليلا فخطرت ببالها فكرة فلبست ملابس تخفي شخصيتها وارتدت قبعة وتلثمت لكي لا يعرفها احد ثم توجهت نحو سور القصر, نادت على رئيس الحرس.
سمع رئيس الحرس ندائها ولكن لم يعرفها وقال:ـ من؟ هناك.
قالت لورا بصوت منخفض لكي لا يلاحظها احد:ـ اقترب أريد أن أكلمك.
اقترب رئيس الحرس وقال:ـ من يتكلم معي هل لي أن اعرف؟
قالت لورا وقد كشفت وجهها:ـ أنا الأميرة لورا.
تفاجأ رئيس الحرس وانتفض قائلا:ـنعم سيدتي هل استطيع خدمتك؟تفضلي يا صاحبة السمو. أنا تحت أمرك.
قالت بصوت منخفض محذرة :ـ لا تخبر احد بأنك رأيتني.
قال رئيس الحرس:ـ بأمرك سيدتي .
قالت لورا:ـ أريدك أن تصطحبني الى السجن حيث فرانكو.
قال رئيس الحرس بتعجب:ـ ماذا الى السجن حيث فرانكو!!!!!!!!!!!
قالت بصوت منخفض محذرة:ـ نعم الى فرانكو لكن إياك أن تخبر أحدا بذلك أريدك إن تجعل الأمر سر بيني وبينك ...أذا أخبرت أي مخلوق بذلك سيكون آخر يوم لك في هذا القصر..... هل فهمت؟
خاف رئيس الحرس من تهديدات لورا وأخذها الى السجن بدون معرفة أي احد وبالخفاء...وبعد أن وصلوا الى السجن أمر الحراس بفتح الباب, دخل معها الى زنزانة فرانكو وقال لها:ـهل تأمرين بشيء آخر؟
قالت له وهي تخفي وجهها:ـ لا....انتظرني خارج الزنزانة ولا تأتي إلا حين أناديك.
قال رئيس الحرس:ـ سمعا وطاعة.
خرج وأغلق باب الزنزانة خلفه,ثم تفحص فرانكو لورا دون أن يعرف من هي , ثم كشفت لورا عن وجهها , فتفاجأ فرانكو لم يكن يصدق عينيه فقال بدهشة:ـلورا!!!!!!!!!!
أجابت لورا بقسوة وتعالي:ـ بل الأميرة لورا صاحبة السمو يا أيها اللص المتشرد.......... حينما تتكلم مع أسيادك يجب أن تعرف مقامك.
كانت لورا وهي تتكلم معه تشعر بالكره نحوه وكانت تتمنى لو أن الزمن يرجع للوراء كي تتجنبه ولا تسمح له بالدخول في حياتها أبدا.
أكملت لورا كلامها:ـ هل تعلم لماذا أنا جئت الى هنا؟... لأني أريد الاجابه عن بعض الاسئله ، فورا لكي ارتاح.
قال فرانكو وهو محني رأسه من الخجل:ـ أجيبي أنا تحت أمرك .
قالت لورا:ـ لماذا ضحكت علي وأفهمتني بأنك تحبني وأنت بالحقيقة لم تحبني أبدا ؟؟؟؟ ولماذا استغليت حبي لك وأخذت مني أموال طائلة؟ هل كانت علاقتك بي علاقة طمع؟؟ ما الذي وجدته بخادمتي اندريانا ولم تجده بي؟؟ ماذا فعلت لك كي تفعل بي كل ذلك لماذا كل هذه القسوة التي بدرت منك؟؟؟؟؟؟؟ أريد منك أن تجب عن كل أسئلتي وإلا سأجعلك تندم على اليوم
الذي ولدت فيه هيا تكلم.
قال فرانكو وهو يتصبب عرقا من الخجل والخوف:ـ صدقيني لم يعد هناك شيء اكذب من اجله لقد سجنني والدك وطلب مني أن ارجع كل سنت أخذته منك وقد صادرا موالي كلها ...............
قاطعته لورا بغضب :ـ بل أموالي أنا أيها الوغد الحقير من أين لمتسكع مثلك أموال..........هيا اجبني على أسئلتي بدون مراوغه تكلم.
قال فرانكو:ـ أنا بالبداية لم أكن أعرفك ولم أراك أصلا وكنت في ذلك الوقت أحب اندريانا قبل أن التقي بك ولم نكن نستطيع الزواج بسبب أموري ألماديه التعيسة وبعد فترة من انتظار اندريانا لي أخبرتني بان صبرها قد نفذ ولم تكن تصبر بعد ذلك وخيرتني أما أن أتزوجها أو اتركها وأخبرتها بظروفي واني لا استطيع تركها لأني أحبها وأريد الزواج بها للكن ما باليد حيله. فاقترحت علي بان اظهر بحياتك وان اجعلكي تحبينني لكي احصل على المال من خلالك وبذلك استطيع الزواج بها..... وهي من أخبرتني بمكانك المفضل الذي تذهبين أليه دائما.............
قاطعته لورا:ـ هل تقصد أن لقائنا الأول لم يكن صدفه؟؟؟
أكمل فرانكو قائلا:ـ نعم كل شيء كان مدبرا وبتخطيط من اندريانا. لكن صدقيني كنت قد نويت أن ارجع لك كل سنت أعطيتني إياه دفعه بعد أخرى وقد اعتبرت ما أعطيتني إياه هو دين وليس نصب صدقيني.
قالت لورا بكراهية :ـ لا يهمني ذلك المهم انك أخذت جزاؤك أيها الوغد .
نادت لورا على رئيس الحرس بعد أن اخفت وجهها .وغادرت الزنزانة وذهبت الى منزلها دون أن يعلم بها احد.
مرت أيام على هذا الحدث وكانت لورا قد أنهت فرانكو من حياتها الى الأبد وكانت دائما تتذكر الأيام الجميلة العفوية التي قضتها مع ذلك الشاب الصياد وكانت دائما تتذكرا خلاقه العالية وحياته البسيطة. فقررت أن تذهب لزيارته غدا صباحا .
وفي صباح اليوم التالي ارتدت لورا ملابس رثه قديمه لأنها أخبرته بأنها فتاة فقيرة ووالدها راعي امتطت الفرس وذهبت . وحينما وصلت نادت لورا:ـ مارك .........مارك......مارك.

وبعد برهة من الوقت ظهر مارك حاملا فوق ظهره ما أصطاده وعندما رأى لورا لم يصدق عيناه وقال والسرور يملا وجهه:ـ ماريا يا الهي هذا أنت لم اصدق عيناي لقد ضننت بأنك لن تأتي ولم تعودي تذكريني بعد.
ابتسمت لورا وهي تنظر الى وجهه الذي يملاه الفرح وقالت:ـ لم أكن اعلم بان وجودي يفرحك ......... صدقني فكنت دائما أذكرك واذكر أفضالك علي فأنت من أنقذ حياتي.
قال مارك:ـ حسنا إذا هيا لنحتفل بمجيئك ونشوي ما اصطدته لهذا اليوم.
اعد مارك بمساعدة لورا وجبة الطعام وقضوا وقتا ممتعا وذهبوا الى الشاطئ وتكلموا ولعبوا كأنهم أولاد صغار.
جلسوا على الشاطئ فسألت لورا :ـ مارك هل لديك أهل آم انك وحيد؟
أجاب مارك:ـ نعم لدي عائلة مثل أي شخص..... لكن لما هذا السؤال؟
قالت لورا:ـ لأني أراك تقضي وقتا طويلا هنا فمتى ترى عائلتك؟
أجاب مارك:ـ نعم فانا أحب الصيد كثيرا.
قالت لورا :ـ هل الصيد بالنسبة لك هواية أم انه عملك الذي تعيش منه؟
ضحك مارك وقال:ـ لا عزيزتي ماريا انه مجرد هواية ولكني أحبها كثيرا.
استغربت لورا وقالت:ـ إذا كان معظم وقتك تقضيه بممارسه هذه الهواية ؛ إذن متى تجد الوقت لتعمل ؟!
قال مارك :ـ إن عملي هناك من يهتم به وانأ اذهب بين فتره وأخرى لأتابعه.
قالت لورا:ـ افهم من ذلك إن هناك من يعمل تحت يدك وأنت رئيسهم بالعمل؟
قال مارك :ـ نعم بالضبط.
قالت لورا:ـ يعني أنتا غني ؟
ضحك مارك وقال:ـ نعم تستطيعين إن تقولي ذلك.
أدرك الوقت لورا ولم تشعر بمروره لان الوقت جميل جدا مع مارك ؛ فرحت لورا بداخلها حينما علمت إن مارك ميسور الحالة المادية ليس لسبب وإنما على الأقل تشعر بان علاقتهم ليس علاقة مصلحه أو استغلال كما كانت مع فرانكو ونفس السبب هو الذي جعلها تخفي على مارك حقيقة من هي ومن أهلها .
ودعت لورا مارك وامتطت الفرس وقبل إن تذهب امسك مارك يدها وقال لها بلهفه وقد تلالات عيناه :ـ ماريا...... ارجوكي عديني بانكي سوف تأتين وعن قريب .
ابتسمت لورا وهي تقول :ـ أعدك ........ سآتي في اقرب فرصه.
ذهبت لورا إلى بيتها واستلقى مارك على الحشائش واخذ يتأمل وجه لورا بالسماء وعينيها الواسعتين الجميلتين وشعرها الذهبي الطويل رشاقتها ووجهها الطولي البريء ذو المعاني الرقيقة وصوتها الموسيقي الجميل ؛ لقد استرجع شريط ذكريات عقله وهو يتذكر كل لحظة قضاها مع لورا .
استغرب مارك نفسه واخذ يستأئل
يا ترى لماذا هو بهذه الحالة يتذكرها دائما ويشتاق إليها ويفرح برؤيا هل هو يحبها ؟
نهــــــايه الجـــــزء الـــــرابع

» الأميـــــــره لورا (الجزء الثالث)
» الاميــــره لورا (الجزء الخامس)
» الاميــــره لورا (الجزء الثاني)
» الاميــــره لورا (الجزء السادس والاخير
» الاميـــــره لورا (الجـــزء الاول)