منتديات حسام الرسام
"[مكتبة نزار قباني]" 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا "[مكتبة نزار قباني]" 829894
ادارة المنتدي "[مكتبة نزار قباني]" 103798
منتديات حسام الرسام
"[مكتبة نزار قباني]" 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا "[مكتبة نزار قباني]" 829894
ادارة المنتدي "[مكتبة نزار قباني]" 103798
منتديات حسام الرسام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اهلا وسهلا بكم في منتديات حسام الرسام
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اهلا وسهلا بكم زوار واعضاء منتدى حسام الرسام  تفضلو معنا اسعد الاوقات

 

 "[مكتبة نزار قباني]"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
صاحب الموقع
Admin


الاوسمة الذهبية : "[مكتبة نزار قباني]" Xxtt8
اوسمة هاذا العام : "[مكتبة نزار قباني]" 76863660dx9
"[مكتبة نزار قباني]" (mms)6
sms :

لا تسألني عن الندى فلن يكون ارق من صوتك
ولا تسألني عن وطني فقد اقمته بين يديك
ولا تسألني عن اسمي فقد نسيته عندما احببتك




"[مكتبة نزار قباني]" Tamauz
توقيعك : "[مكتبة نزار قباني]" Mms-18

رقم العضويه : 1237
تاريخ التسجيل : 27/01/2010
الدولة : "[مكتبة نزار قباني]" 3dflag12
المشاركات : 424
العمر : 30
الهواية : "[مكتبة نزار قباني]" Painti10
المزاج : وسط
ذكر تعاليق : احبك و اغار اعليك و ابروحي اضمك اتمنه ورده اصير كساع اشمك ساعتي

"[مكتبة نزار قباني]" Empty
مُساهمةموضوع: "[مكتبة نزار قباني]"   "[مكتبة نزار قباني]" Icon_minitimeالأحد مارس 07, 2010 8:05 am

"في فمي يا عراق ماء كثير كيف يشكو من كان في فيه ماء" نزار




مقدمة
الشاعر نزار قباني الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في النصف الثاني من القرن العشرين .. ولم تزل اشعاره ورسومه وصوره والوانه تنتشر في كل مكان من ثقافتنا العربية وقد نقلها جيل الى جيل . نعم ، لقد كان نزار قباني قد رحل فجأة وهو يقيم في لندن يوم 30 ابريل 1998 .. واذا كان نزار قد رحل رحلة نهائية ، فان تراثه الادبي سيبقى الى جانب تاريخه الادبي والفكري على طول الزمن . ويسرني بهذه " المناسبة " ان استعير من كتابي ( نسوة ورجال : ذكريات شاهد الرؤية ) الفصلة من ذكرياتي عن نزار قباني وقد كنت قد اسميته : شاعر الرسم بالكلمات الرائعة . لقد كتبت اقول عنه : اولا : شاعر التناقضات العربية




نــــــــزار قـــــــــــباني



نزار توفيق القباني (21 مارس/آذار 1923 - 30 ابريل/نيسان 1998)، من رواد الشعر الحديث في العالم العربي. ولد في العاصمة السورية دمشق، و ترعرع في حي مئذنة الشحم أحد أحياء دمشق القديمة. لديه ثلاثة أخوة و أخت واحدة هم المعتز، رشيد، صباح و هيفاء.


نبذة


كانت أسرة نزار قباني (آقبيق) ذات أصل تركي عريق (1)، عمل أبوه في صناعة الحلويات و كان يساعد المقاومين في نضالهم ضد الفرنسيين – في عهد الانتداب الفرنسي لسوريا. عمه - أبو خليل القباني - هو من أوائل المبدعين في فن المسرح العربي.

كان لانتحار أخته بسبب رفضها الزواج من رجل لا تحبه، أثر عميق في نفسه و شعره، فعرض قضية المرأة و العالم العربي في العديد من قصائده، رافضا شوفينية الرجال.

نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.

جمع في شعره كُلاّ من البساطة و البلاغة اللّتان تميزان الشعر الحديث، و أبدع في كتابة الشعر الوطني و الغزلي. غنى العديد من الفنانين أشعاره، أبرزهم عبد الحليم حافظ و كاظم الساهر و محمد عبد الوهاب، و اكتسب محبة واسعة بين القراء في العالم العربي.

كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.


قصته مع الشعر

بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على نفقته الخاصة . له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " . لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " . وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ).



الدراسة و العمل


نال نزار القباني شهادة البكالوريا من الكلية العلمية الوطنية في دمشق، و تخرج في العام 1945 من كلية الحقوق في الجامعة السورية. عمل بعد تخرجه كدبلوماسي في وزارة الخارجية السورية كسفير في عدة مدن منها بيروت، القاهرة، مدريد، و لندن. و في العام 1959 بعد اتمام الوحدة بين مصر و سوريا، عُين سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين. بقي في الحقل الدبلوماسي الى ان قدم استقالته في العام 1966.

أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني "



العائلة

تزوج نزار مرتين في حياته. الأولى من ابنة عمه "زهراء آقبيق" و لديه منها هدباء، توفيق. توفي توفيق عن عمر 17 عاماً بنوبة قلبية و هو طالب في كلية الطب في القاهرة. فرثاه بقصيدة شهيرة عنوانها "الأمير الخرافي توفيق قباني"، و أوصى ان يدفن الى جانبه بعد موته. وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .

أما زواجه الثاني فكان من العراقية بلقيس التي لاقت حتفها في انفجار السفارة العراقية في بيروت أثناء الحرب اللبنانية في العام 1982، ما ترك في نفسه اثرا سيئاً فرثاها بقصيدة "بلقيس" الشهيرة التي حمّل فيها العالم العربي كله مسؤوليّة موتها. و له منها عمر و زينب.

بعد وفاة بلقيس رفض الزواج مجدداً، و أمضى سنينه الأخيرة في لندن وحيداً. وافته المنية يوم 30 ابريل/نيسان 1998 في لندن عن عمر 75 عاماً، بعدما أصيب بنوبة قلبية.


من قصائده


متى يعلنون وفاة العرب (1994)
خبز و حشيش و قمر (1956)
قصائد متوحشة (1970)
الكبريت في يدي (1989)
قصائد حب عربية (1993)
قارئة الفنجان





يقول عن نفسه : "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري.

امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية.

وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام 1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليا في رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدت إلى استكمال دراسة الحقوق

تخرج نزار قباني 1923 دمشق - 1998 لندن في كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن.

وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 ، وكانت آخر مجموعاته " أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء " 1993 .

نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.

في الثلاثنين من أبريل/ نيسان 1989 غادرنا واحد من أكبر شعراء العرب المعاصرين: نزار قباني.

وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ) ، وقد أثار شعر نزار قباني الكثير من الآراء النقدية والإصلاحية حوله، لأنه كان يحمل كثيرا من الآراء التغريبية للمجتمع وبنية الثقافة ، وألفت حوله العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية وكتبت عنه كثير من المقالات النقدية .

سنوات المنفى:الحب والتصوف والقرآن والبحث عن الحرية
صفحات مجهولة من حياة نزار قباني


بعد انتقاله للعيش في أوروبا في ثمانينيات القرن المنصرم على إثر اندلاع الحرب الأهلية وحملات الإعلام المصري ضده على خلفية انتقاده اتفاقية كامب ديفيد ومقتل زوجته بلقيس، قرر الشاعر الراحل نزار قباني إقامة حاجز يمنع دخول النساء إلى قلبه وتفرغ للتأمل والتصوف والحياة العائلية، فكان متصوفا في طقوس فرحه وحزنه وقراءته للقرآن.

وأثناء مرضه ووجوده في إحدى مستشفيات العاصمة لندن قرر زعيم عربي ولأول مرة أن يزوره ، إلا أن نزار رحل ولم ترحل حملات المتطرفين ضده عندما حاولوا منع الصلاة عليه في جامع بلندن. رحل نزار فأين ذهبت أغراضه من كتب وأقلام ونظارته وعكازه؟

كتب نزار إحدى قصائده على كيس أدوية من الورق كان بجانب سريره، وحاول تأسيس حزب شعري مختلف عن الأحزاب العربية. جمعته رفقة يومية بفنجان قهوته قبل أن يدخل مكتبه الكائن في منزله والانطلاق في رحلة الكتابة. كانت أغنية عبد الحليم حافظ "قارئة الفنجان" الأحب إلى قلبه كما كانت قصيدته نهر الأحزان الاجمل بنظره، وأحب لقاءاته وجلساته كانت مع أدونيس ومحمود درويش.

ابنة نزار قباني الكبرى "هدباء" فتحت قلبها لـ"العربية.نت" بحديث خاص ومشوق عن تفاصيل حياة الشاعر نزار قباني في سنواته التسع اللندنية التي كان يفضل أن يسميها بـ"سنوات المنفى الاختياري".


قصة رحيله من مصر

بعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان ومقتل زوجته بلقيس انتقل نزار قباني للعيش في مصر عام 1983 وتعرض لهجوم عنيف هناك من قبل الاعلام المصري على خلفية قصيدة ضد الرئيس أنور السادات انتقده فيها وانتقد اتفاقية كامب ديفيد للسلام المصري مع اسرائيل. ورغم وجود أصدقاء وقفوا إلى جانبه مثل يوسف ادريس ومحمد حسنين هيكل وأحمد بهاء الدين ومحمد عبد الوهاب واعتباره أن مصر أم الدنيا لم تتوقف الحملة ضده طوال عام كامل وخاصة من قبل أنصار التطبيع مع اسرائيل آنذاك وخاصة أنيس منصور . وقرر نزار الانتقال إلى سويسرا عام 1984 وبقي فيها 5 سنوات ثم ذهب إلى لندن عام 1989 وقضى فيها 9 سنوات حتى رحيله.




لماذا لم يرجع إلى سوريا ؟

ولكن لماذا لم يرجع من سويسرا إلى بلده سوريا؟ تجيب هدباء نزار قباني : لم يكن هناك من خيار سوى التساؤل هل يقدر أن يكتب أو لا إذا عاد؟!، وسوريا لم يعش فيها والدي إلا الطفولة والنشأة والدراسة والعمل الدبلوماسي، ولم يفكر حينها وهو خارج سوريا إذا كان بإمكانه أن يكتب أم لا، وعندما اختار العودة للعيش في لبنان قال "عدت إلى بلد لا يضربني على أصابعي عندما أكتب. كان يكره الرقابة كثيرا وهناك صحف كتب لها مثل الأسبوع العربي أو المستقبل أو الحياة إذا قالوا له سنحذف كلمة واحدة كان يرفض نشر المقال.

وكما يفهم من كلام ابنته، التي رافقته في سنواته الأخيرة، أن الأسباب التي دفعته للرحيل إلى أوروبا كثيرة منها: غياب بيروت عن ساحة خياراته بعد أن كانت خياره الأول والأخير والهجوم المصري عليه الذي حرمه من البديل العربي الثاني عن لبنان، فضلا عن بحثه عن حرية الكتابة، وكان يبحث عن توفير الأمان لأولاده عمر وزينب فضلا عن وجودي أنا في لندن. كان يعاني مع العالم العربي. كتابته كانت تنبع من ألم ومعاناة تجاه ما يحصل في العالم العربي. وحتى في سنوات المنفى -كما كان يسميها- كان يسافر لنشر أعماله في بيروت عبر دار النشر الخاصة به التي تحمل اسم "منشورات نزار قباني".


في بيت نزار اللندني ..

وفي تفاصيل الحياة اليومية لنزار قباني في بيته اللندني، تقول ابنته: والدي كان يحب البقاء في البيت (بيتوتي كما يقال بالعامية) وحياته الشعر والترتيب والقراءة والكتابة. يستحم ويخرج من غرفة إلى غرفة بكامل أناقته متوجها إلى مكتبه ليستمع للموسيقى الكلاسيكية ويضع ورقا أبيض ثم يشرب قهوته ويتفرغ للورقة البيضاء ويعتبر أنه يجب أن يعمل من العاشرة صباحا حتى الواحدة ظهرا، ثم يتناول طعام الغداء وينام حتى الرابعة ظهرا وبعد ذلك في السابعة أو الثامنة مساء تأتي فترة القراءة للشعر العربي والأوروبي المترجم. لم يكن والدي اجتماعيا، ولم يكن يذهب لرؤية أحد في الجاليات العربية أو غيرها واقتصر خروجه على حضور الأنشطة الفكرية أو أمسيات مشتركة أو استقبال اصدقاء مثل أدونيس ومحمود درويش وبلند الحيدري وعبد الرحمن منيف والعراقي الربيعي أثناء زيارتهم لندن.

وكان نزار قباني محبا للحدائق البريطانية ودائم الزيارة لها ويقول إنها من إعجاز الله، وذات يوم قال لابنته : "انظروا إلى الديمقراطية وكيف أعطوا للناس الحيز الكبير من المساحات من حدائق عامة حتى تستمتع الناس".

نزار وأدونيس

وتكشف هدباء بعض جوانب لقاءات الشاعرين نزار قباني وأدونيس: كانت علاقة قوية مع احترام للاختلافات الفكرية . والدي كان يمثل قمة البساطة الشعرية ويهمه أن يفهم الناس شعره، فيما يمثل أدونيس قمة الصعوبة ولا أعرف إذا كان يمهمه الوصول للناس أم النخبة. كانوا يتكلمون دائما عن الشعر والسياسة والوطن وذات يوم قال له والدي " يا أدونيس أجهد نفسي حتى أفهمك أنت بشرفك هل تفهم حالك ..لمن تكتب يا أدونيس؟!"، ثم يضحكون.

لا امرأة بعد بلقيس .. وبداية التصوف

وأبى نزار قباني، الذي تزوج مرتين في حياته وكانت له معجبات كثيرات، أن يدخل امرأة أخرى إلى قلبه بعد مقتل زوجته بلقيس قي بيروت -كما تقول ابنته هدباء-، وتضيف: لم يحب والدي بعد بقليس، لكن نزار الذي أحب المرأة لم ينته ولكن انتهت مرحلة وأقفل عليها وبدأت مرحلة تأمل وتفرغ للأولاد والأحفاد، وكان سعيدا في عالمه الجديد الفكري التأملي، و لم تكن هناك امرأة في حياته بعد بلقيس، حتى هاتفه لم يعطه لأحد، وعلاقته مع الكثيرين كانت تتم من خلالي.

كان نزار قارئا نهما في تلك الفترة وابرز الكتب التي كانت قريبة إلى قلبه أشعار المتنبي ومحمود درويش وأدونيس وأنسي الحاج والشعر الفرنسي الحديث وخاصة أعمال بودلير. وقال لابنته ذات يوم: أديت رسالتي 50 سنة كتبت وأعطيت أحاديث والآن أريد نوعا من التصوف. وتضيف "كان القرآن كتابه المفضل ويؤمن به ويحبه ومعجب بإعجاز اللغة العربية

حزب شعري في حياته

أبرز القصائد السياسية التي كتبها نزار في منفاه الاختياري كانت: "قمعستان"، "السياف العربي"، "المهرولون"، "متى يعلنون وفاة العرب"، "أطفال الحجارة". وكان يقول لابنته: شعري السياسي ضد من هدم الوطن ولكني أكتب بحب وأهدم حتى أبني.

وتتحدث ابنته عن قصيدة "حزب المطر" قائلة: والدي أراد القول إنها تمطر في لندن ولكنه مطر يحمل معه حرية تتيح لي الكتابة في كل وقت بينما في البلاد الثانية الشمس ساطعة بلا حرية فمن يلحق بي لنؤسس حزب المطر، وفعلا وصلته اتصالات كثيرة للانضمام إلى حزب المطر.. كان المنفى رحمة له ولهدى نعماني ودرويش وأدونيس كان لديهم القدرة على الكلام.

وتشير هدباء قباني إلى وجود قصائد لوالدها لم تنشر بعد وهي قصائد في الحب والوطن مشددة على أن عائلته لا تريد التجارة بأدبه ولكنها عازمة على نشرها في الوقت المناسب.

أغنية قارئة الفنجان

وكانت الموسيقى رفيقة نزار في سنواته الأخيرة، وأما الأغنية التي كانت الأحب إلى قلبه فهي "قارئة الفنجان" التي كتبها للراحل عبد الحليم حافظ. تقول ابنته: لقد أحب هذه الأغنية التي أداها عبد الحليم رغم أنها لم تكن الأحب إليه كقصيدة وذلك بسبب معاناة عبد الحليم 3 سنوات في التلحين. أما أحبّ القصائد إلى قلبه فكانت "نهر الأحزان" وقصيدة "خبز وحشيش وقمر" و "متى يعلنون وفاة العرب".


المتطرفون يلاحقونه

وفي شهر رمضان كان نزار يتمنى الصوم لكن وضعه الصحي لم يسمح بذلك. وعن هذا الشهر تحكي ابنته: لم يصمه والدي بسبب قلبه وأدويته، كنا نفطر معا، وكان يقول شعري هو صلاتي وشعري هذا كله من الله وأنا عاجز أن أعمل شيئا دون الله.

ثم تضيف "عندما توفي وأثناء الصلاة عليه في جامع بلندن خرج بعض المتطرفين الجزائريين هنا يقولون أوقفوا الصلاة هذا كافر لا تجوز الصلاة عليه وجنّ الناس وقالوا لا أحد يعرف ما في قلبه".




قصيدة على علب أدويته

وذات يوم من الأشهر الـ8 الأخيرة في حياته التي قضاها مريضا عام 1998 أصيب نزار بذبحة قلبية ولم يتعاف منها وكان يحتاج لجراحة ثانية بعد الجراحة التي أجراها قبل 15 سنة وكان يعرف ذلك ولكن لم يكن يحتمل إجراء جراحة أخرى.

في تلك الأشهر الثمانية كان قلم نزار عصيا على الانكسار واستمر في النزيف على أوراقه. تقول هدباء : أبقيت الأوراق والقلم بجانب سريره حتى آخر3 أشهر عندما أصابه التعب الشديد فتركت الأوراق حتى آخر دقيقة، ولم يكتب فأخذت الأوراق وتركت القلم، وذات يوم استيقظ ليلا وأراد الكتابة ولم يجدها فأفرغ كيس الأدوية المصنوع من الورق وكتب على جوانبه قصيدة واحتفظنا بها. كنت أحس أنه إذا كتب فهذا دليل على أنه يتعافى.



اتصال من زعيم عربي

وتمسك نزار قباني بحياته الخاصة وكان يقول لابنته " إذا وقع أي شئ عليّ احميني" ، وتقول ابنته: أنا لم اسمح لأحد برؤيته في المستشفى وهو مريض . اتصل السفير الأردني وقال إن جلالة الملك حسين يريد رؤية نزار والاطمئنان عليه فاعتذرت وقلت: أرجوكم.. ليست لديه القدرة على استقبال أحد، وجاء من مصر محمد حسنين هيكل وكذلك جاء محمود درويش وكل اصدقائه.

وبسبب شعره السياسي وهجائه للأوضاع العربية كان ثمة خوف من تعرضه لاعتداء جسدي ولكن "شجاعته على الورق كانت أقوى .. كان جسديا مثل كل الناس يخاف ولكن شجاعته كانت تأتي على الورقة ويحس بمسؤوليته عن الناس" – كما تقول ابنته.

تصف هدباء والدها بأنه كان ناطقا باسم الناس، وتشير إلى حادثة جرت في العراق بعد إنهاء أمسيته الشعرية عندما صرخ أحد الشباب "أنت سارق" فقال له والدي "ماذا تقول وما قصدك؟ أأنت كتبتها وأنا أخذتها؟"، فقال الشاب "هذا الكلام الذي كنت تقوله أنا كنت أريد أن أقوله"، ولهذا "كان والدي يقول أفكار الناس ويحكي بلسانهم".

وفي هذه السنوات التسع برزت طقوس الفرح والحزن في حياة نزار قباني "فالحزن لم يفارقه من يوم موت ابنه توفيق وعمره 22 عاما وانكسر ظهره برحيله وكتب أجمل القصائد فيه، وموت بلقيس ومآسي العالم العربي والحزن كان شريكا في حياته" – كما تروي ابنته. وتضيف: "أما الفرح فكان فيه مثل الأطفال، يفرح لكل شيء جديد من فكر جديد عن الحرية والحياة والكتابة وفي أعياد ميلاد أولاده. وعندما مرض لم يكن خائفا من الموت لأنه مؤمن كما كان لطيفا وقال: شكرا يا بنات أتعبتكم يا بنات".


متحف نزار قياني

وبعد رحيله عن الحياة جمعت عائلته أغراضه الشخصية مثل عكازه ونظارته وأقلامه وأوراقه وكتبه وأرسلتها إلى بيروت وحفظت في مكان ما "حتى يوما ما نتمكن من إقامة متحف صغير يحكي كيف كان يجلس نزار ويكتب وعندما نخرجها سنفعل ذلك دون فضل من أحد علينا ووالدي لم يحب أن يكون علينا فضل من حكومة أو دولة ولا نريد أن يستولي عليه أحد" كما قالت ابنته هدباء

اجمل القصائد لكم

قصيدة *****قطرة الندى*****

قطر الندى

لم أعد داريا إلى أين أنهب

كل يوم أحس أنك أقرب

كل يوم يصير وجهك جزءا

من … و يصبح العمر أخصب

و تصير الأشكال أجمل شكلا

و تصير الأشياء أحلى و أطيب

قد تسربت في مسامات جلدي

مثلما قطرة الندى تتسرب

اعتيادي على غيابك صعب

و اعتيادي على حضورك أصعب

كم أنا … كم أحبك … حتى

أن نفسي من نفسها تتعجب

يسكن الشعر في حدائق عينيك

فلولا عينيك لا شعر يكتب

منذ أحببتك الشموس استدارت

و السماوات صرن انقى و أرحب

منذ أحببتك … البحار جميعا

أصبحت من مياه عينيك تشرب

أتمنى لو كنت بؤبؤ عيني

أتراني طلبت ما ليس يطلب ؟

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" "
اشاعات الهوى
أقول أمام الناس … لست حبيبتي

وأعرف في الأعماق كم كنت كاذبا

و أزعم أن لاشيء يجمع بيننا

لأبعد عن نفسي و عنك المتاعبا

و أنفي إشاعات الهوى و هي حلوة

و أجعل تاريخي الجميل خرائبا

و أعلن في شكل غبي براءتي

و أذبح شهواتي أصبح راهبا

و أقتل عطري عامدا متعمدا

و أخرج من جنات عينيك هاربا

أقوم بدور مضحك يا حبيبتي

و أرجع من تمثيل دوري خائبا

فلا الليل لو أراد نجومه

و لا البحر يخفي لو أراد المراكبا

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

اختارى
اني خيرتك .. فاختاري
مابين الموت على صدري
او فوق دفاتر اشعاري
اختاري الحب .. او اللاحب
فجبن ان لا تختاري
لا توجد منطقه وسطى
مابين الجنه والنار
ارمي اوراقك كامله وسارضي عن اي قرار
انفعلي
انفجري
لا تفعلي مثل المسمار
لا يمكن ان ابقى ابداً
كالقشه تحت الامطار
مرهقه انتي .. وخائفة
وطويل جداً .. مشواري
غوصي في البحر .. او ابتعدي
لا بحر من غير دوار
الحب .. مواجهه كبرى
ابحار ضد التيار
صلب بين الاقمار
يقتلني جبنك .. يا امراة
تتسلي من خلق ستار
اني لا اؤمن في حب
لا يحمل نزق الثوار
لا يكسر كل الاسوار
لا يضرب مثل الاعصار
اهـ لو حبك يبلعني
يقلعني .. مثل الاعصار
اني خيرتك فاختاري
مابين الموت على صدري
او فوق دفاتر اشعاري
لا توجد منطقى وسطى
ما بين الجنه والنار

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
اسالك الرحيلا
متصل الآن لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا



بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشاً على فمينا

ما زالَ محفوراً على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا



لنفترق أحبابا..

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

كُن مرةً سرابا..

وكُن سؤالاً في فمي

لا يعرفُ الجوابا

من أجلِ حبٍّ رائعٍ

يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

وكي أكونَ دائماً جميلةً

وكي تكونَ أكثر اقترابا

أسألكَ الذهابا..



لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

أريدُ أن تراني

ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

أريدُ أن تراني..

لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

فقد نسينا

نعمةَ البكاءِ من زمانِ

لنفترق..

كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

وشوقنا رمادا..

وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..



كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

يا فارسي أنتَ ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخافُ من عاطفتي

أخافُ من شعوري

أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

أخاف من وِصالنا..

أخافُ من عناقنا..

فباسمِ حبٍّ رائعٍ

أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظلَّ حبنا جميلا..

حتى يكون عمرُهُ طويلا..

أسألكَ الرحيلا..

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
التحديات
أتحدّى..

من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني

يحملونَ الشمسَ في راحاتهمْ

وعقودَ الياسمينِ..

أتحدّى كلَّ من عاشترتِهمْ

من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ

أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..



أتحدّى..

كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ

منذُ آلافِ القرونِ..

أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً

فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني

أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي

وطناً مثلَ فمي..

وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني



أتحدّاهُم جميعاً..

أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً

كمكاتيبِ غرامي..

أو يجيؤوكِ –على كثرتهم-

بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..



أتحداكِ أنا أن تذكُري

رجلاً من بينِ من أحببتهم

أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ

أتحدّى..

مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ

والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ

فاقرأي أقدمَ أوراقَ الهوى..

تجديني دائماً بينَ السطورْ

إنني أسكنُ في الحبّ..

فما من قبلةٍ..

أُخذتْ.. أو أُعطيتْ

ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...



أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي

وبواريدَ القبيلهْ..

أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ

منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلهْ

أتحدّاهم جميعاً..

أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..

أو يكونوا أطفأوا أعمارَهمْ

مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..

أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي

عاشقاً مثلي..

وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري



فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي..

واضحكي،

وابكي،

وجوعي،

فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي

موطناً فيهِ تنامينَ كصدري..

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

يوميات امرأة
لماذا في مدينتنا ؟
نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟
ونسرق من شقوق الباب موعدنا
ونستعطي الرسائل
والمشاويرا
لماذا في مدينتنا ؟
يصيدون العواطف والعصافيرا
لماذا نحن قصديرا ؟
وما يبقى من الإنسان
حين يصير قصديرا ؟
لماذا نحن مزدوجون
إحساسا وتفكيرا ؟
لماذا نحن ارضيون ..
تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟
لماذا أهل بلدتنا ؟
يمزقهم تناقضهم
ففي ساعات يقظتهم
يسبون الضفائر والتنانيرا
وحين الليل يطويهم
يضمون التصاويرا
أسائل نفسي دائماً
لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟
لكل الناس
كل الناس
مثل أشعة الفجر
لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟
ومثل الماء في النهر
ومثل الغيم ، والأمطار ،
والأعشاب والزهر
أليس الحب للإنسان
عمراً داخل العمر ؟
لماذا لايكون الحب في بلدي ؟
طبيعياً
كلقيا الثغر بالثغر
ومنساباً
كما شعري على ظهري
لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟
كما الأسماك في البحر
كما الأقمار في أفلاكها تجري
لماذا لا يكون الحب في بلدي
ضرورياً
كديوان من الشعر
انا نهدي في صدري
كعصفورين
قد ماتا من الحر
كقديسين شرقيين متهمين بالكفر
كم اضطهدا
وكم رقدا على الجمر
وكم رفضا مصيرهما
وكم ثارا على القهر
وكم قطعا لجامهما
وكم هربا من القبر
متى سيفك قيدهما
متى ؟
يا ليتني ادري
نزلت إلى حديقتنا
ازور ربيعها الراجع
عجنت ترابها بيدي
حضنت حشيشها الطالع
رأيت شجيرة الدراق
تلبس ثوبها الفاقع
رأيت الطير محتفلاً
بعودة طيره الساجع
رأيت المقعد الخشبي
مثل الناسك الراجع
سقطت عليه باكية
كأني مركب ضائع
احتى الأرض ياربي ؟
تعبر عن مشاعرها
بشكل بارع ... بارع
احتى الأرض ياربي
لها يوم .. تحب فيه ..
تبوح به ..
تضم حبيبها الراجع
وفوق العشب من حولي
لها سبب .. لها الدافع
فليس الزنبق الفارع
وليس الحقل ، ليس النحل
ليس الجدول النابع
سوى كلمات هذى الأرض ..
غير حديثها الرائع
أحس بداخلي بعثاً
يمزق قشرتي عني
ويدفعني لان أعدو
مع الأطفال في الشارع
أريد..
أريد..
كايه زهرة في الروض
تفتح جفنها الدامع
كايه نحله في الحقل
تمنح شهدها النافع
أريد..
أريد أن أحيا
بكل خليه مني
مفاتن هذه الدنيا
بمخمل ليلها الواسع
وبرد شتائها اللاذع
أريد..
أريد أن أحيا
بكل حرارة الواقع
بكل حماقة الواقع
يعود أخي من الماخور ...
عند الفجر سكرانا ...
يعود .. كأنه السلطان ..
من سماه سلطانا ؟
ويبقى في عيون الأهل
أجملنا ... وأغلانا ..
ويبقى في ثياب العهر
اطهرنا ... وأنقانا
يعود أخي من الماخور
مثل الديك .. نشوانا
فسبحان الذي سواه من ضوء
ومن فحم رخيص نحن سوانا
وسبحان الذي يمحو خطاياه
ولا يمحو خطايانا
تخيف أبي مراهقتي
يدق لها
طبول الذعر والخطر
يقاومها
يقاوم رغوة الخلجان
يلعن جراة المطر
يقاوم دونما جدوى
مرور النسغ في الذهر
أبي يشقى
إذا سالت رياح الصيف عن شعري
ويشقى إن رأى نهداي
يرتفحان في كبر
ويغتسلان كالأطفال
تحت أشعه القمر
فما ذنبي وذنبهما
هما مني هما قدري
متى يأتي ترى بطلي
لقد خبأت في صدري
له ، زوجا من الحجل
وقد خبأت في ثغري
له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس
له ، مجدولة الخصل
ليخطفني
ليكسر باب معتقلي
فمنذ طفولتي وأنا
أمد على شبابيكي
حبال الشوق والأمل
واجدل شعري الذهبي كي يصعد
على خصلاته .. بطلي
يروعني ..
شحوب شقيقتي الكبرى
هي الأخرى
تعاني ما أعانيه
تعيش الساعة الصفرا
تعاني عقده سوداء
تعصر قلبها عصرا
قطار الحسن مر بها
ولم يترك سوى الذكرى
ولم يترك من النهدين
إلا الليف والقشرا
لقد بدأت سفينتها
تغوص .. وتلمس القعرا
أراقبها وقد جلست
بركن ، تصلح الشعرا
تصففه .. وتخربه
وترسل زفرة حرى
تلوب .. تلوب .. في الردهات
مثل ذبابة حيرى
وتقبح في محارتها
كنهر .. لم يجد مجرى
سأكتب عن صديقاتي
فقصه كل واحده
أرى فيها .. أرى ذاتي
ومأساة كمأساتي
سأكتب عن صديقاتي
عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات
عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات
عن الأبواب لا تفتح
عن الرغبات وهي بمهدها تذبح
عن الحلمات تحت حريرها تنبح
عن الزنزانة الكبرى
وعن جدارنها السود
وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ
دفن بغير أسماء
بمقبرة التقاليد
صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن
داخل متحف مغلق
نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق
مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق
وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق
بلا خوف
سأكتب عن صديقاتي
عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات
عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات
عن الأشواق تدفن في المخدات
عن الدوران في اللاشيء
عن موت الهنيهات
صديقاتي
رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات
سبايا في حريم الشرق
موتى غير أموات
يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات
صديقاتي
طيور في مغائرها
تموت بغير أصوات
خلوت اليوم ساعات
إلى جسدي
أفكر في قضاياه
أليس هوالثاني قضاياه ؟
وجنته وحماه ؟
لقد أهملته زمنا
ولم اعبا بشكواه
نظرت إليه في شغف
نظرت إليه من أحلى زواياه
لمست قبابه البيضاء
غابته ومرعاه
إن لوني حليبي
كان الفجر قطره وصفاه
أسفت لا نه جسدي
أسفت على ملاسته
وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته
رثيت له
لهذا الوحش يأكل من وسادته
لهذا الطفل ليس تنام عيناه
نزعت غلالتي عني
رأيت الظل يخرج من مراياه
رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه
تحرر من قطيفته
ومزق عنه " تفتاه "
حزنت انا لمرآه
لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟
لماذا الله أشقاني
بفتنته .. وأشقاه ؟
وعلقه بأعلى الصدر
جرحاً .. لست أنساه
لماذا يستبد ابي ؟
ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه
كسطر في جريدته
ويحرص على أن أظل له
كأني بعض ثروته
وان أبقى بجانبه
ككرسي بحجرته
أيكفي أنني ابنته
أني من سلالته
أيطعمني أبي خبزاً ؟
أيغمرني بنعمته ؟
كفرت انا .. بمال أبي
بلؤلؤة ... بفضته
أبي لم ينتبه يوماً
إلى جسدي .. وثورته
أبي رجل أناني
مريض في محبته
مريض في تعنته
يثور إذا رأى صدري
تمادى في استدارته
يثور إذا رأى رجلاً
يقرب من حديقته
أبي ...
لن يمنع التفاح عن إكمال دورته
سيأتي ألف عصفور
ليسرق من حديقته
على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه
وابسط فوقها في فرح وعفوية
أمشط فوقها شعري
وارمي كل أثوابي الحريرية
أنام , أفيق , عارية ..
أسير .. أسير حافية
على صفحات أوراقي السماوية
على كراستي الزرقاء
استرخي على كيفي
واهرب من أفاعي الجنس
والإرهاب ..
والخوف ..
واصرخ ملء حنجرتي
انا امرأة .. انا امرأة
انا انسانة حية
أيا مدن التوابيت الرخامية
على كراستي الزرقاء
تسقط كل أقنعتي الحضارية
ولا يبقى سوى نهدي
تكوم فوق أغطيتي
كشمس استوائية
ولا يبقى سوى جسدي
يعبر عن مشاعره
بلهجته البدائية
ولا يبقى .. ولا يبقى ..
سوى الأنثى الحقيقة
صباح اليوم فاجأني
دليل أنوثتي الأول
كتمت تمزقي
وأخذت ارقب روعة الجدول
واتبع موجه الذهبي
اتبعه ولا أسال
هنا .. أحجار ياقوت
وكنز لألي مهمل
هنا .. نافورة جذلى
هنا .. جسر من المخمل
..هنا
سفن من التوليب
ترجوا الأجمل الأجمل
هنا .. حبر بغير يد
هنا .. جرح ولا مقتل
أأخجل منه ..
هل بحر بعزة موجه يخجل ؟
انا للخصب مصدره وأنا يده
وأنا المغزل ...

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
تلومنى الدنيا
تلومني الدنيا إذا أحببتهُ

كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ

كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ

كأنني أنا التي..

للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ

وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ

وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..

كأنني.. أنا التي

كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..

قد علّقتُه..

تلومُني الدنيا إذا..

سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..

كأنني أنا الهوى..

وأمُّهُ.. وأختُهُ..



هذا الهوى الذي أتى..

من حيثُ ما انتظرتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ

مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ

وكلِّ ما سمعتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ

لو كنتُ أدري أنهُ..

عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ

هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ

فليتني حينَ أتاني فاتحاً

يديهِ لي.. رددْتُهُ

وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..



هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..

على ستائري..

أراهُ.. في ثوبي..

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" "


هل عندك شك أنك أحلى امرأةٍ في الدنيا ؟

و أهم امرأة في الدنيا ؟

هل عندك شك أني حين عثرت عليك

ملكت مفاتيح الدنيا ؟

هل عندك شك أني حين لمست يديك

تغير تكوين الدنيا ؟

هل عندك شك أن دخولك في قلبي

هو أعظم يوم في التاريخ

وأجمل خبر في الدنيا ؟



هل عندك شك في من أنت ؟

يا من تحتـل بعينيها أجزاء الوقت

يا امرأة تكسر حين تمر جدار الصوت

لا أدري ماذا يحدث لي ؟

فكأنك أنثاي الأولى

و كأني قبلك ما أحببت

و كأني ما مارست الحب

ميلادي أنت و قبلك لا أتذكر أني كنت

و غطائي أنت وقبل حنانك لا أتذكر أني عشت

و كأني أيتها الملكة

من بطنك كالعصفور خرجت



هل عندك شك أنك أحلى جزء من ذاتي

و بأني من عينيك سرقت النار

و قمت بأخطر ثوراتي

أيتها الوردة

و الياقوتة

و الريحانة

و السلطانة

و الشعبية

و الشرعية بين جميع الملكات

يا سمكاً يسبح في ماء حياتي

يا قمراً يطلع كل مساء من نافذة الكلمات

يا أعظم فتح بين جميع فتوحاتي

يا آخر وطن أولد فيه

و أدفن فيه

و أنشر فيه كتاباتي



يا امرأة الدهشة

يا امرأتي

لا أدري كيف رماني الموج على قدميك

لا أدري كيف مشيت إلي

و كيف مشيت إليك

كم كان كبيراً حظي حين عثرت عليك

يا امرأة تدخل في تركيب الشِعر

دافئة أنت كرمل البحر

رائعة أنت كليلة قَدَر

من يوم طرقت الباب علي

ابتدأ العمر

كم صار جميلاً شِعري

حين تثقف بين يديك

كم صرت غنياً

و قوياً

لمّا أهداك الله إلي

هل عندك شك أنك قبس من عيني

و يداك هما استمرار ضوء ليدي

هل عندك شك

أنّ كلامك يخرج من شفتي؟



يا ناراً تجتاح كياني

يا ثمراً يملأ أغصاني

يا جسداً يقطِعُ مثل السيف

و يضرب مثل البركان

: قولي لي

كيف سأنقذ نفسي من أمواج الطوفان

يا ذات الأنف الإغريقي

و ذات الشعر الإسباني

يا امرأة لا تكرر في ألاف الأزمان

يا امرأة ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني

من أين أتيت ؟ و كيف أتيت ؟

و كيف عصفت بوجداني ؟

يا إحدى نعم الله عليّ

و غيمة حب و حنان

يا أغلى لؤلؤة بيدي

آه كم ربي أعطاني

""""""""""""""""""""""""""""""""""""

ماذا اقول
ماذا اقول له ان جاء يسالنى.....
ان كنت اكرهه او كنت اهواه
ماذا اقول له اذا راحت اصابعه
تلملم الليل عن شعرى وترعاه
وكيف اسمح ان يدنو بمقعده
وان تنام على خصرى ذراعاه
غدا اذا جاء اعطيه رسائله
ونطعم النار احلى ما كتبناه
حبيبتى! هل انا حقا حبيبته ؟
وهل اصدق بعد الهجر دعواه؟
اما انتهت من سنين قصتى معه؟
الم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟
اما كسرنا كؤس الحب من زمن
فكيف نبكى على كأس كسرناه؟
رباه اشياؤه الصغرى تعذبنى
فكيف انجو من الاشياء رباه؟
هنا جريد ته فى الركن مهمله
هنا كتاب معا كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره
وفى الزوايا بقايا من بقاياه
مالى احد ق فى المرآه اسألها
بأى ثوب من الاثواب القاه
أأدعى انى اصبحت اكرهه؟
وكيف اكره من فى الجفن سكناه؟
وكيف اهرب منه ؟ انه قدرى
هل يملك النهر تغييرا لمجراه
احبه.. لا ادرى ماذا احب به
حتى خطاياه ماعادت خطاياه
الجب فى الارض بعض من تخيلنا
لو لم نجده عليها لاخترعناه
ماذا اقول له لو جاء سسالنى
ان كنت اهواه . انى الف اهواه....


"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" "

اندفاع
اريدك
اعرف اني اريد المحال
وانك فوق ادعاء الخيال
وفوق الحيازة... وفوق النوال
واطيب ما في الطيوب
واجمل ما في الجمال
اريدك
اعرف انك ..لا شيء غير احتمال
وغير افتراض
وغير سؤال ينادي سؤال
ووعد ببال العناقيد
بال الدوال
اريدك
اعلم ان النجوم
اروم
ودون هوانا تقوم
تخوم
طوال ....طوال
كلون المحال
كرجع المواويل بين الجبال
ولكن ...على الرغم مماهو
واسطورة الجاه والمستوى
اجوب عليك الذرى والتلال
وافتح عنك عيون الكوى
وامشي ...لعلي ذات زوال
اراك ,على شقرة الملتوى
ويوم تلوحين لي
على لوحه المغرب المخملي
تباشير شال
يجر نجوما
يجر كروما
يجر غلال
ساعرف انك اصبحت لي
واني لمست حدود المحال

""""""""""""""""""""""""""""""""""""
قدرٌ أنتِ .. بشكل إمرأةٍ

وأنا مقتنع جداً بهذا القدرِ

إنني بعضكِ يا سيدتي

مثلما الأخضر بعض الشجرِ

وأنا صوتكِ يا سيدتي

مثلما الآه امتداد الوَترِ

مطرٌ يغسلني أنتِ فلا

تحرميني من سقوط المطرِ

بصري أنتِ .. وهل يمكنها

أن ترى العينانِ دونَ البصرِ؟

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

أيظن
ايظن انى لعبه بيديه؟
انا لا افكر فى الرجوع اليه
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءه الاطفال فى عينيه
ليقول لى انى رفيقه دربه
وبأننى الحب الوحيد لد يه
حمل الزهور الىّ كيف ارده
وصباى مرسوم على شفتيه
ما عدت اذكر والحرائق فى دمى
كيف التجأت انا الى زنديه؟
خبأت رأسى عنده وكأننى
طفل اعادوه الى ابويه
حتى فساتينى التى اهملتها
فرحت به رقصت على قدميه
سامحته وسألت عن اخباره
وبكيت ساعات على كتفيه
وبدون ان ادرى تركت له يدى
لتنام كالعصفور بين يديه
ونسيت حقدى كله فى لحظه
من قال انى قد حقدت عليه
كم قلت انى غير عائده له
ورجعت ما احلى الرجوع اليه

حبيبتي والمطرأخاف أن تمطر الدنيا ولست معي

فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد ولا ضجر
كانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين تمسك هاهنا شعري
وألان اجلس والأمطار تجلدني
على ذراعي على وجهي على ظهري
فمن يدافع عني يا مسافرة
مثل اليمامة بين العين والبصر
كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
وأنت في القلب مثل النقش في الحجر
أنا أحبك يامن تسكنين دمي
إن كنتِ في الصين
أو إن كنتِ في القمر..
يدك
يدكِ التي حطت على كتفي
كحمامة نزلت لكي تشرب
عندي تساوي آلف أمنية
ياليتها تبقى ولا تذهب
الشمس نائمة على كتفي
قبلتها آلف ولم اتعب
----
تلك الجميلة كيف ارفضها
من يرفض السكنى على كوكب
قولي لها تمضي برحلتها
فلها جميع ما ترغب
تلك الجميلة كيف أقنعها
آني بها معجب
----
يدك الصغيرة طفلة هربت
ماذا أقول لطفلة تلعب
أنا ساهر ومعي يد امرأة
بيضاء هل أشهى وهل أطيب




كلمات
يسمعنـي حين يراقصــني كـــلمات ليست كالـكلمات
يأخذني من تحت ذراعــي يزرعني في إحدى الغيمات
والمطر الأسود في عيني يتساقـــــط زخات زخـــــات
يحملني معه يحـــــــملني لمساء وردي الشرفــــــات
وأنا كالطفــلة في يديه كالـريشة تحملها النسمات
يهديني شمسا يهديني صيفا وقطيع السنونــــوات
يخــبرنــــي أني تحــــفتـــه وأســاوي آلاف النجمات
وبأني كنز وبــأني أجمل مـــــا شاهد مـن لوحـــــات
يروي أشياء تدوخـني تنسيني المرقص والخطوات
كلمات تقلب تاريخـــي تجعلني امـــرأة في لحظات
يبني لي قصراً من وهم لا أسكن فيه سوى لحظات
وأعـــــــود لطـاولتــي لا شيء معــي إلا كلـمـــــات
كلمات ليست كـالـكلمات لا شيء معـي إلا كلمــــات






مقتطفات
1
ما دمت يا عصفورتي الخضراء
حبيبتي
إذن.. فإن الله في السماء
2
تسألني حبيبتي:
ما الفرق ما بيني وما بين السما؟
الفرق ما بينكما
أنك إن ضحكت يا حبيبتــــــي
أنسى السما
3
الحب يا حبيبتي
قصيدة جميلة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر
الحب منقوش على..
ريش العصافير، وحبات المطر
لكن أي امرأة في بلدي
إذا أحبت رجلا
ترمى بخمسين حجر
4
حين أنا سقطت في الحب
تغيرت..
تغيرت مملكة الرب
صار الدجى ينام في معطفي
وتشرق الشمس من الغرب
5
يارب قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبها.. تعادل الدنيا
فضع بصدري واحد غيره
يكون في مساحة الدنيا
6
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن.. ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي.. تاريخ ميلادي
7
لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي: لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْكِ..بلا تردد
8
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبدا من ربي
إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين
كي أكتب شعرا
في هاتين الؤلؤتين
9
لو كنت يا صديقتي
بمستوى جنوني
لرميت ما عليك من جواهر
وبعت ما لديك من أساور
و نمت في عيوني
10
أشكوك للسماء
أشكوك للسماء
كيف استطعت، كيف، أن تختصري
جميع ما في الكون من نساء




الة على زوجنةالشهيدة بلقيس

شُكْرَاً لَكُمْ
شُكْرَاً لَكُمْ
فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت ..
وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
- إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراء ..
يا غجريَّتي الشقراء ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.

بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سبأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوقَ خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفافِ الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرُّخَامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..

بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ

بلقيسُ ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
"[مكتبة نزار قباني]"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حوار مع سلوان قباني..
» اكبر مكتبة صور للموزع المبدع رائد الهندي
» اقوة مكتبة برامج فـي في عالم المنتديات رفع البرامج على ثمانية ( 8 ) مواقع مشهورة عال

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حسام الرسام :: الـمـنـتـديـات الـعـامـه :: منتدى الشعر الشعبي والشعر الفصيح-
انتقل الى: